فصل: قال ابن عطية في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ غير واحد من السبعة وغيرهم {مَا تَشْتَهِى الأنفس وَتَلَذُّ الاعين} بحذف الضمير العائد على {مَا} من الجملتين المتعاطفتين، وفي مصحف عبد الله {مَا تَشْتَهِيهِ الأنفس وَتَلَذُّ الاعين} بالضمير فيهما، والقراءة به في الأول دون الثانية لأبي جعفر. وشيبة. ونافع. وابن عامر. وحفص {وَأَنتُمْ فِيهَا} أي في الجنة، وقيل: في الملاذ المفهومة مما تقدم وهو كما ترى {خالدون} دائمون أبد الآبدين، والجملة داخلة في حيز النداء وهي كالتأكيد لقوله تعالى: {لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} [الزخرف: 68] ونودوا بذلك إتمامًا للنعمة وإكمالًا للسرور فإن كل نعيم زائل موجب لكلفة الحفظ وخوف الزوال ومستعقب للتحسر في ثاني الأحوال، ولله تعالى در القائل:
وإذا نظرت فإن بؤسًا زائلا ** للمرء خير من نعيم زائل

وعن النصرأباذي أنه إن كان خلودهم لشهوة الأنفس ولذة الأعين فالفناء خير من ذلك وإن كان لفناء الأوصاف والاتصاف بصفات الحق والمقام فيها على سرر الرضا والمشاهدة فأنتم إذًا أنتم، وأنت تعلم أن ما ذكره يدخل في عموم ما تقدم دخولًا أوليًا، وذكر بعضهم هنا أن الخطاب هنا من باب الالتفات وأنه للتشريف.
وقال الطيبي: ذق مع طبعك المستقيم معنى الخطاب والالتفات وتقديم الظرف في {وَأَنتُمْ فِيهَا خالدون} لتقف على ما لا يكتنهه الوصف.
{وَتِلْكَ الجنة} مبتدأ وخبر وقوله تعالى: {التى أُورِثْتُمُوهَا} صفة الجنة وقوله سبحانه: {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} متعلق بأورثتموها، وقيل: {تِلْكَ الجنة} مبتدأ وصفة و{التى أُورِثْتُمُوهَا} الخبر والجار بعده متعلق به، وقيل: تلك مبتدأ والجنة صفتها والتي أورثتموها صفة الجنة وبما كنتم متعلق بمحذوف هو الخبر.
والإشارة على الوجه الأول إلى الجنة المذكورة في قوله تعالى: {ادخلوا الجنة} [الزخرف: 70] وعلى الأخيرين إلى الجنة الواقعة صفة على ما قيل، والباء للسببية أو للمقابلة، وقد شبه ما استحقوه بأعمالهم الحسنة من الجنة ونعيمها الباقي لهم بما يخلفه المرء لوارثه من الأملاك والأرزاق ويلزمه تشبيه العمل نفسه بالمورث اسم فاعل فاستعير الميراث لما استحقوه ثم اشتق أورثتموها فيكون هناك استعارة تبعية، وقال بعض: الاستعارة تمثيلية.
وجوز أن تكون مكنية، وقيل: الإرث مجاز مرسل للنيل والأخذ، وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار فالكافر يرث المؤمن منزله في النار والمؤمن يرث الكافر منزله في الجنة وذلك قوله تعالى: {وَتِلْكَ الجنة التى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}» ولا يخلو الكلام عن مجاز عليه أيضًا، وأيًا ما كان فسببية العمل لإيراث الجنة ونيلها ليس إلا بفضل الله تعالى ورحمته عز وجل، والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم: «لن يدخل أحدكم الجنة عمله» ففي إدخال العمل الجنة على سبيل الاستقلال والسببية التامة فلا تعارض.
وأخرج هناد وعبد بن حميد في الزهر عن ابن مسعود قال: تجوزون الصراط بعفو الله تعالى وتدخلون الجنة برحمة الله تعالى وتقتسمون المنازل بأعمالكم فتأمل.
وقرىء {ورثتموها}.
{لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)}.
{مّنْهَا تَأْكُلُونَ} أي لا تأكلون إلا بعضها وأعقابها باقية في أشجارها فهي مزينة بالثمار أبدًا موقرة بها لا ترى شجرة عريانة من ثمرها كما في الدنيا، وفي الحديث «لا ينزع رجل في الجنة من ثمرها ءلا نبت مكانها مثلاها» فمن تبعيضية وجوز كونها ابتدائية، والتقديم للحصر الإضافي وقيل لرعاية الفاصلة.
ولعل تكرير ذكر المطاعم في القرآن العظيم مع أنها كلا شيء بالنسبة إلى سائر أنواع نعيم الجنة لما كان بأكثرهم في الدنيا من الشدة والفاقة فهو تسلية لهم، وقيل: إن ذلك لكون أكثر المخاطبين عوامًا نظرهم مقصور على الأكل والشرب.
وتعقب بأنه غير تام وللصوفية، كلام سيأتي في مواضع إن شاء الله تعالى عز وجل. اهـ.

.قال ابن عاشور:

وجملة {يا عبادي} مقولة لقول محذوف دلت عليه صيغة الخطاب، أي نقول لهم أو يقول الله لهم.
وقرأ الجمهور {يا عبادي} بإثبات الياء على الأصل.
وقرأه حفص والكسائي بحذف (ياء) المتكلم تخفيفًا.
قال ابن عطية قال أبو علي: وحذفها حسن لأنها في مَوْضِععِ تنوين وهي قد عاقبته فكما يحذف التنوين في الاسم المفرد المنادَى كذلك تحذف اليَاء هنا.
ومفاتحة خطابهم بنفي الخوف عنهم تأنيس لهم ومنة بإنجائهم من مثله وتذكيرٌ لهم بسبب مخالفة حالهم لِحال أهل الضلالة فإنهم يشاهدون ما يعامل به أهل الضلالة والفساد.
و{لا خوف} مرفوع منون في جميع القراءات المشهورة، وإنما لم يفتح لأن الفتح على تضمين (مِن) الزائدة المؤكدة للعموم وإذ قد كان التأكيد مفيدًا التنصيص على عدم إرادة نفي الواحد، وكان المقام غير مقام التردد في نفي جنس الخوف عنهم لأنه لم يكن واقعًا بهم حينئذٍ مع وقوعه على غيرهم، فأمارة نجاتهم منه واضحة، لم يحتج إلى نصب اسم {لا}، ونظيره قول الرابعة من نساء حديث أمّ زرع: زوجِي كَلَيْل تِهامهْ، لا حَرٌّ ولا قُرٌّ ولا مخافةٌ ولا سآمهْ.
روايته برفع الأسماء الأربعة لأن انتفاء تلك الأحوال عن ليل تهامة مشهور، وإنما أرادت بيان وجوه الشبه من قولها كليللِ تهامة.
وجيء في قوله: {ولا أنتم تحزنون} بالمسند إليه مخبرًا عنه بالمسند الفِعلي لإفادة التقويّ في نفي الحزن عنهم، فالتقوي أفاد تقوّي النفي لا نفي قوة الحزن الصادق بحزن غير قوي.
هذا هو طريق الاستعمال في نفس صيغ المبالغة كما في قوله تعالى: {وما ربّك بظلاممٍ للعبيد} [فصلت: 46]، تطمينًا لأنفسهم بانتفاء الحزن عنهم في أزمنة المستقبل، إذ قد يهجس بخواطرهم هل يدوم لهم الأمْن الذي هم فيه.
وجملة {الذين آمنوا بآياتنا} نعت للمنادَى من قوله: {يا عبادي} جيء فيها بالموصول لدلالة الصلة على علة انتفاء الخوف والحزن عنهم، وعطف على الصلة قوله: {وكانوا مسلمين}.
والمخالفة بين الصلتين إذ كانت أولاهما فعلًا ماضيًا والثانية فعل كون مخبرًا عنه باسم فاعل لأن الإيمان: عقد القلب يحصل دفعة واحدة وأما الإسلام فهو الإتيان بقواعد الإسلام الخمس كما جاء تفسيره في حديث سؤال جبريل، فهو معروض للتمكن من النفس فلذلك أوثر بفعل (كان) الدّال على اتحاد خبره باسمه حتى كأنه من قِوام كيانه.
وعطف أزواجهم عليهم في الإذن بدخول الجنّة من تمام نعمة التمتع بالخلة التي كانت بينهم وبين أزواجهم في الدنيا.
و{تحبرون} مبني للمجهول مضارع حُبر بالبناء للمجهول، وفعله حَبَره، إذا سره، ومصدره الحَبْر بفتح فسكون، والاسم الحُبور والحَبْرة، وتقدم في قوله تعالى: {فهم في روضةٍ يُحبرون} في سورة الروم (15).
وجملة {يطاف عليهم بصحاف} الخ معترضة بين أجزاء القول فليس في ضمير {عليهم} التفات بل المقام لضمير الغيبة.
والصحاف: جمع صحفة، وهي: إناء مستدير واسع الفم ينتهي أسفله بما يقارب التكوير.
والصحفة: إناء لوضع الطعام أو الفاكهة مثل صحاف الفغفوري الصيني تسَع شِبْع خمسة، وهي دون القصعة التي تسع شِبْع عشرة.
وقد ورد أن عمر بن الخطاب اتخذ صِحافًا على عدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فلا يؤتى إليه بفاكهة أو طُرْفَة إلا أرسل إليهن منها في تلك الصحاف.
والأكواب: جمع كُوب بضم الكاف وهو إناء للشراب من ماء أو خمر مستطيل الشكل له عنق قصير في أعلى ذلك العنق فمه وهو مصبّ ما فيه، وفمه أضيق من جوفه، والأكثر أن لا تكون له عروة يُمسَك منها فيمسك بوضع اليد على عنقه، وقد تكون له عروة قصيرة، وهو أصغر من الإبريق إلا أنه لا خرطوم له ولا عروة في الغالب.
وأما الإبريق فله عروة وخرطوم.
وحذف وصف الأكواب لدلالة وصف صحاف عليه، أي وأكواب من ذهب.
وهذه الأكواب تكون للماء وتكون للخمر.
وجملة {وفيها ما تشتهيه الأنفس} الخ حال من {الجنة}، هي من بقية القول.
وضمير {فيها} عائد إلى {الجنة}، وقد عمّ قوله: {ما تشتهيه الأنفس} كلّ ما تتعلق الشهوات النفسية بنواله وتحصيله، والله يخلق في أهل الجنة الشهوات اللائقة بعالم الخلود والسمو.
و{تَلَذُّ} مضارع لَذّ بوزن عَلِم: إذا أحسّ لذة، وحق فعله أن يكون قاصرًا فيعدّى إلى الشيء الذي به اللّذة بالباء فيقال: لذ به، وكثر حذف الباء وإيصال الفعل إلى المجرور بنفسه فينتصب على نزع الخافض، وكثر ذلك في الكلام حتى صار الفعل بِمَنزلة المتعدي فقالوا: لذّهُ.
ومنه قوله هنا: {وتلذّ الأعين} التقدير، وتلذُّهُ الأعين.
والضمير المحذوف هو رابط الصلة بالموصول.
ولذة الأعين في رؤية الأشكال الحسنة والألوان التي تنشرح لها النفس، فلذّة الأعين وسيلة للذة النفوس فعطف {وتلَذّ الأعين} على {ما تشتهيه الأنفس} عطف ما بينه وبين المعطوف عليه عمومٌ وخصوص، فقد تشتهي الأنفس ما لا تراه الأعين كالمحادثة مع الأصحاب وسماععِ الأصوات الحسنة والموسيقى.
وقد تبصر الأعين ما لم تسبق للنفس شهوة رؤيتِه أو ما اشتهت النفس طعمه أو سمعه فيؤتى به في صور جميلة إكمالًا للنعمة.
و{الأنفس} فاعل {تلَذّ} وحْذف المفعول لظهوره من المقام.
وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر {ما تشتهيه} بهاء ضمير عائد إلى {ما} الموصولة وكذلك هو مرسوم في مصحف المدينة ومصحف الشام، وقرأه البَاقون {ما تشتهي} بحذف هاء الضمير، وكذلك رُسم في مصحف مكة ومصحف البصرة ومصحف الكوفة.
والمروي عن عاصم قارىء الكوفة روايتان: إحداهما أخذ بها حفص والأخرى أخذ بها أبو بكر.
وحذف العائد المتصل المنصوب بفعل أو وصف من صلة الموصول كثير في الكلام.
وقوله: {وأنتم فيها خالدون} بشارة لهم بعدم انقطاع الحَبْرة وسعة الرزق ونيل الشهوات، وجيء فيه بالجملة الاسمية الدالة على الدوام والثبات تأكيدًا لحقيقة الخلود لدفع توهم أن يراد به طول المدة فحسب.
وتقديم المجرور للاهتمام، وعطف على بعض ما يقال لهم مقول آخر قُصد منه التنويه بالجنة وبالمؤمنين إذ أُعطوها بسبب أعمالهم الصالحة، فأشير إلى الجنة باسم إشارة البعيد تعظيمًا لشأنها وإلا فإنها حاضرة نصب أعينهم.
وجملة {وتلك الجنة التي أورثموها} الآية تذييل للقول.
واسم الإشارة مبتدأ و{الجنة} خبره، أي تلك التي تَرونها هي الجنة التي سمعتم بها ووُعدتم بدخولها.
وجملة {التي أورثتموها بما كنتم تعملون} صفة للجنة.
واستعير {أورثتموها} لمعنى: أُعطيتموها دون غيركم، بتشبيه إعطاء الله المؤمنين دون غيرهم نعيم الجنة بإعطاء الحاكم مال الميت لوارثه دون غيره من القرابة لأنه أولى به وآثرُ بنيله.
والباء في {بما كنتم تعملون} للسببية وهي سببية بجعل الله ووعده، ودل قوله: {كنتم تعملون} على أن عملهم الذي استحقّوا به الجنة أمر كائن متقرر، وأن عملهم ذلك متكرر متجدد، أي غير منقطع إلى وفاتهم.
وجملة {لكم فيها فاكهة} صفة ثانية للجنة.
والفاكهة: الثمار رطبها ويابسها، وهي من أحسن ما يستلذّ من المآكل، وطعومُها معروفة لكل سامع.
ووجه تكرير الامتنان بنعيم المأكل والمشرب في الجنة: أن ذلك من النعيم الذي لا تختلف الطباع البشرية في استلذاذه، ولذلك قال: {منها تأكلون} كقوله تعالى: {كُلوا من ثمرهِ إذا أثمر} [الأنعام: 141]. اهـ.

.قال ابن عطية في الآيات السابقة:

{وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قال قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ}.
(البينات) التي جاء بها عيسى عليه السلام هي: إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص، إلى غير ذلك. وقال قتادة: الإنجيل. والحكمة: النبوءة قاله السدي وغيره.
وقوله: {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} قال أبو عبيدة: {بعض} بمعنى كل، وهذا ضعيف ترده اللغة، ولا حجة له من قول لبيد:
أو يعتلق بعض النفوس حمامها

أراد نفسه ونفس من معه، وذلك بعض النفوس، وإنما المعنى الذي ذهب إليه الجمهور، أن الاختلاف بين الناس هو في أمور كثيرة لا تحصى عددًا، منها أمور أخروية ودينية، ومنها ما لا مدخل له في الدين، فكل نبي فإنما يبعث ليبين أمر الأديان والآخرة، فذلك بعض ما يختلف فيه.
وقوله تعالى: {هذا صراط مستقيم} حكاية عن عيسى عليه السلام إذ أشار إلى شرعه. و: {الأحزاب} المذكورون: قال جمهور المفسرين أراد: اختلف بنو إسرائيل وتحزبوا، فمنهم من آمن به، وهو قليل، وكفر الغير، وهذا إذا كان معهم حاضرًا. وقال قتادة: {الأحزاب} هم الأربعة الذين كان الرأي والمناظرة صرفت إليهم في أمر عيسى عليه السلام. وقال ابن حبيب وغيره: {الأحزاب} النصارى افترقت مذاهبهم فيه بعد رفعه عليه السلام، فقالت فرقة: هو الله، وهم اليعقوبية قال الله عز وجل: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم} [المائدة: 17]. وقالت فرقة: هو ابن الله، وهم النسطورية قال الله تعالى فيهم: {وقالت النصارى المسيح ابن الله} [التوبة: 30]، وقالت فرقة: هو ثالث ثلاثة، وهم الملكانية قال الله تعالى فيهم: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} [المائدة: 73].
وقوله تعالى: {من بينهم} بمعنى من تلقائهم ومن أنفسهم ثار شرهم، ولم يدخل عليهم الاختلاف من غيرهم. والضمير في: {ينظرون} لقريش، والمعنى: ينتظرون. و: {بغتة} معناه: فجأة دون مقدمة ولا إنذار بها.
ثم صرف تعالى بعض حال القيامة، وإنها لهول مطلعها والخوف المطبق بالناس فيها يتعادى ويتباغض كل خليل كان في الدنيا على غير تقى، لأنه يرى أن الضرر دخل عليه من قبل خليله، وأما المتقون فيرون أن النفع دخل بهم من بعضهم على بعض، هذا معنى كلام علي رضي الله عنه.
وقوله: {يا عبادي} المعنى يقال لهم، أي للمتقين.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: {يا عباديَ} بفتح الياء، وهذا هو الأصل. وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر: {يا عبادي} بسكون الياء. وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم {يا عباد} بحذف الياء. قال أبو علي: وحذفها أحسن، لأنه في موضع تنوين وهي قد عاقبته، فكما يحذف التنوين في الاسم المنادى المفرد، كذلك تحذف الياء هنا لكونها على حرف، كما أن التنوين كذلك، ولأنها لا تنفصل من المضاف كما لا ينفصل التنوين من المنون.